قد يكون اختيار ايفا هابيل كيرلس 53 عاما كأول امرأة تتولي منصب العمدة في الصعيد في قرية كوم بوها التابع لمركز ديروط بمحافظة أسيوط يحمل نوعا من التغيير فيما يتعلق بتفعيل دور نصف المجتمع المعطل قسرا في ظل السطوة الذكورية في الصعيد وكذلك تغيير الصورة الذهنيه الكاريكاتوريه التي شخصتها الدراما المصرية عن العمدة وشيخ خفره الذي يفسح له الطريق .وهو مادفع كثيرا من المراقبين للربط بين القائها كلمة في مؤتمر الحزب ثم صدور قرار بعدها بتعيينها عمدة لقريتها كوم بوها وخاصة ان ذلك يتفق مع التوجهات التي تتصدر المشهد السياسي حاليا في مصر ومنها تعيين قاضيات وتعيين سيدة في محافظة الشرقية كأول مأذون شرعي في مصر وذلك كله يصب في محاولة ترميم صورة المرأة المصرية التي تشبه نقشا فرعونيا تعرض للاتلاف البشري فضاعت معالمه.
وبهتت قيناع ايفا هابيل تلك المرأة الخمسينيه التي لم تتزوج حتي الان ولا تنتظر خطابا لانشغالها باعانه والدها في اعمال العمودية بالقرية قبل وفاته وبمكتب المحاماه الخاص بها بالقاهره وهي تعلق علي عدم زواجها ضاحكه بأن المحاميات اكثر الفئات تعرضا للعونسه . شخصية متفتحه ومتفائله وتؤمن بالقدريه حينما تقول انها صناعة الهية وهي تقدر نفسها كأنثي ولاتنكر الجنس الاخر حينما تقول لابد من ادراك الحكمة الالهية في خلق الرجل اولا تدافع عن فوزها بالمنصب الذي تقدم له خمسه من الرجال عندما تقول انها كانت الاكثر قربا من اهل قريتها منذ عام 1990 وهو تاريخ بدء معاونتها لابيها هابيل كيرلس وشهرته العمدة بختيارو الذي عينه الملك فاروق عمدة للقرية بمرسوم ملكي عام1951 خلفا لجدها العمده كيرلس الذي عينه الملك فؤاد علي نفس القرية سنه 1940 وتعتز ايفا هابيل بوالدها عندما تصفه انه كان شخصا بارعا في ممارسة مهام منصبه مع الاهالي وفي تصفية النزاعات التجارية والشخصيه بينهم وتقول كنت اراقبه من خلف الباب وهو يمارس عمله عندما كنت في المرحله الابتدائيه باعجاب وفي تلك اللحظة تمنيت ان اصبح مثله يوما وحتي عندما ذهبت للقاهره لاستكمال تعليمي كان يراودني نفس الحلم وتضيف كان ابي شخصا متفتحا فلم يعترض علي سفري للعراق للعمل بعد ان حصلت علي ليسانس الحقوق سنه 1980 من جامعه عين شمس فقد احترم رغبتي في الاستقلال في كسب العيش وامضيت هناك عامين لاعود لمعاونته في عمله بعد أن ادركه الشيب وقد افادتني دراستي للقانون كثيرا في هذه المجال وخلا المنصب بوفاته سنه 2002 وخلال تلك الفترة تفاعلت مع اهلي في القرية من المسلمين والاقباط وزادت خبراتي حتي قدمت اوراقي للترشيح لمنصب العمدية بالقرية سنه 2006 ولم يتم اختيار احد لشغل المنصب وقدمت اوراقي هذا العام حتي تم اختياري لآكون اول امراة تتولي هذا المنصب في مصر وفي سؤال علي الماشي مع المذكوره لو انك لاتنتمين للحزب الوطني هل كان تم اختيارك ؟؟؟ اجابت عندما بدأت بمعاونة ابي في عمله لم اكن احمل اي انتماءات سياسية كنت فقط محامية العب دور القاضي الذي يفصل بين المتنازعين بحيادية ونزاهة وهو ماجعل اهل القرية يأملون في خيرا وهم الذين دفعوني لتقديم اوراقي وخاصةالشباب والسيدات اما الانتماء الحزبي فهو نشاط اخر انخرطت فيه بعيدا عن منصب العمدة ولو كان منصب العمدة بالانتخاب لفزت به لانني الاصلح . اول قبطية تتولي منصب العمدة تسلمت مقر عملها الجديد وهو دار العمديه الذي شيده والدها بعد ان اعتمد اللواء محسن مراد مدير امن اسيوط اوراقها تعمل مع هيئة استشارية مكونة من ثلاثة مشايخ بالاضافة الي عدد من الخفراء يتحفزون للوقوف عند مرورها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق